للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأنشد أيضاً:

" فوقتا أسمى راعي الظبى بالفلا ... ووقتاً أسمى راهباً ومنجماً

تثلّث محبوبي وقد كان واحداً ... كما صيّروا الأقنام بالذات أقنما " (١).

وصرح قائلاً:

" العارف المكمّل من رأي كل معبود مجلي للحق يعبد فيه , ولذلك سمّوه كلهم إلهاً مع إسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك , هذا إسم الشخصية فيه , والألوهية مرتبة تخيل العابد له أنها مرتبة معبوده , وهي على الحقيقة مجلي الحق لبصر هذا العابد المعتكف على هذا المعبود في هذا المجلي المختص " (٢).

وعبادة العجل عنده هي عبادة الله كما يقول:

" وكان موسى عليه السلام أعلم بالأمر من هارون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل , لعلمه بأن الله قد قضى ألاّ يُعبد إلاّ إياه , وما حكم الله بشيء إلا وقع. فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه. فإن العارف من يرى الحق في كل شيء , بل يراه عين كل شيء " (٣).

ويؤمن كذلك بدخول جميع الناس في الجنة , مسلماً كان أم كافراً. حيث يقول:

" فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة , وما ثمّ إلا الاعتقادات. فالكل مصيب , وكل مصيب مأجور , وكل مأجور سعيد , وكل سعيد مرضي عنه , وإن شقي زماناً ما في الدار الآخرة " (٤).

ويقول أيضاً:

" وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم , ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد إنتهاء مدة العقاب أن تكون برداً وسلاماً على من فيها , وهذا نعيمهم , فنعيم أهل النار بعد


(١) أيضاً ص ٥٢ , ٥٣.
(٢) أنظر فصوص الحكم لابن عربي ص ١٩٥.
(٣) أيضاً ص ١٩٢.
(٤) أيضاً ص ١١٤.

<<  <   >  >>