للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم يُستعمل في تفويض الأمر إلى الشخص استعارة؛ كأنه ربط الأمر بعنقه، كما قال لقيط الإيادي (١):

وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعًا (٢)

وهو في عرف الفقهاء: قَبُول قول الغير من غير حجة (٣) أخْذًا من هذا المعنى، فلا يسمى الأخذ بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - والإجماع تقليدًا؛ لأن ذلك هو الحجة في نفسه (٤).

قوله: مسألة: يجوز التقليد في الفروع عند الأكثر، خلافًا


= إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، قلِّدوها ولا تقلِّدوها الأوتار). أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٣٥٢)، والطبراني في الأوسط (٩/ ٤٥٣)، قال في مجمع الزوائد للهيثمي (٥/ ٢٥٩): "رواه الطبراني ورجاله ثقات، ورجال أحمد ثقات".
(١) لقيط الإيادي هو: لقيط بن يعمر (وقيل: معمر) ابن خارجة الإيادي، شاعر جاهلي فحل مُقلٌّ، له نُتفٌ من الشعر، من أهل الحيرة، اتصل بكسرى "سابور" فكان من أخص مترجميه. قتله كسرى بعد أن قطع لسانه بسبب تحذيره لقومه بقصيدته اليتيمة. انظر ترجمته في الأغاني لأبي الفرج (٢٢/ ٣٥٥)، والشعر والشعراء لابن قتيبة (١/ ١٢٩).
(٢) هذا البيت من قصيدته التي كتب بها إلى قومه يحذرهم فيها غزو كسرى ومطلعها:
يا دار عمرة من مُحتلّها الجَرَعا ... هاجت لي الهَمَّ والأحزان والوَجَعا
ولم يلتفت قومه إلى تحذيره، فغزاهم كسرى فقتلهم. انظر: الأغاني لأبي فرج الأصفهاني (٢٢/ ٣٥٨)، والشعر والشعراء لابن قتيبة (١/ ١٣٠).
(٣) هذا تعريف أبو الخطاب. انظر: التمهيد لأبي الخطاب (٤/ ٣٩٥).
(٤) انظر: روضة الناظر لابن قدامة (٣/ ١٠١٧).