عمران - الآتي ذكُره في حرف الميم - في شهر صفر، سنة ست وسبعين وثمان مئة، واستمر نحو سنتين.
ثم توجه القاضي جمال الدين إلى القاهرة في ذي الحجة، سنة سبع وسبعين وثمان مئة، وتولى القضاء في شهر صفر سنة ثمان وسبعين وثمان مئة، وعاد إلى القدس، فلما وصل الرملة، حصل له توعُّك، فدخل القدس في يوم الخميس، وألبس التشريف، وركب وهو منزعج من التوعك، فلما دخل منزله، اشتد به الألم، ولم يقدَّر أنه حكم بحكم، ولا جلس في مجلس الحكم، واستمر أربعة عشر يومًا، وتوفي صبيحة يوم الأربعاء، ثاني عشر ربيع الآخر، سنة ثمان وسبعين وثمان مئة، وقد بلغ من العمر نحو أربع وسبعين سنة، ودفن بماملا إلى جانب والده، وقبر والده إلى جانب الشيخ شهاب الدين أحمد بن أرسلان من جهة القبلة - رحمه الله، وعفا عنه -.
٣٠٠ - قاضي القضاة نور الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن البدرشي، البحريُّ المالكيُّ المصريُّ: كان من أهل العلم، وله معرفة تامة بالعربية، وعلم الحساب والفرائض، وباشر نيابة الحكم بالقاهرة مدة يسيرة، ثم تولى قضاء المالكية بالقدس الشريف، ودخل إليها في أوائل المحرم، سنة ست وسبعين وثمان مئة، واستمر بها إلى حين وفاته، ولما توفي القاضي جمال الدين الديري المذكور قبلَه، حصر ضبط تركته، ثم توعك بعض الأيام، وتوفي صبيحة يوم السبت، ثاني جمادى الأولى،