معي إلى حجاب، فأخذني الملك، وتخلف عني جبريل، فقلت: إلى أين؟ فقال: وما منّا إلا له مقام معلوم، وهذا منتهى الخلائق.
فلم أزل كذلك، حتى وصلت إلى العرش، فاتّضع كلُّ شيء عند العرش، وكَلَّ لساني من هيبة السلطان، ثم أطلقَ الله لساني، فقلت: التحيات المباركات، والصلوات الطيبات لله.
وفرض الله عليَّ، وعلى أمتي في كل يوم وليلة خمسين صلاة.
ورجعت إلى جبريل، فأخذني وأدخلني الجنة، فرأيت القصور من الدرّ والياقوت والزبرجد، ورأيت نهرًا يخرج من أصله ماء أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، على رَضْراض من الدِّر والياقوت والمسك، فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك.
ثم عرض علي النار، فنظرت في أغلالها وسلاسلها، وحَيَّاتها وعقاربها، وما فيها من العذاب.
ثم أخرجني حتى أتينا على موسى - عليه السلام -، فقال: ماذا فرض عليك وعلى أمّتك؟ قلت: خمسين صلاة، فقال: إني قد بَلَوْتُ بني إسرائيل، وعالجتُهم أشدَّ معالجة، على أقلَّ من هذا، فلم يفعلوا. ارجعْ إلى ربك، فسَلْه التخفيف.
فرجعتُ إلى ربي، وسألته، فخفف عني عَشْرًا، فرجعتُ إلى موسى فأخبرتُه، فقال: ارجعْ وسلِ التخفيفَ، فرجعتُ، فخفف عني عشرًا، فلم أزلْ بين ربي وموسى حتى جعلَها خمسًا، فقال: ارجعْ، فقلتُ: إنني قد