للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحبه، وأن النبي أقر كلاً منهم وأخبر بأنها هكذا أنزلت (١) . فبان أن الجميع نازل من عند الله، والفرق بين ذلك وأسطورة الشيعة فرق واضح جلي.

وقد اختلط على هذا الأفاك الأمر في مسألة القراءات والقرآن فظن التلازم بينهما، وهو جهل واضح؛ فالقرآن متواتر بإجماع المسلمين يتناقله الأجيال عن الأجيال حتى يبلغوا به النبي صلى الله عليه وسلم بينما القراءات فيها المتواتر والآحاد والشاذ، ومنها المدرج (٢) . والموضوع.

ولم يقل أحد أن القرآن أخذ عن السبعة أو العشرة؛ إذ إن القراءات "مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأمة القراء مذهباً يخالف غيره".

قال الزركشي: "واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، والقراءات اختلاف الوحي المذكور في كتابه الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما" (٣) .

والقراءات غير الأحرف السبعة (٤) . التي أنكرها هذا الرافضي - وخلط بينها وبين القراءات السبع - مع أن الحديث في الأحرف السبعة ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم (٥) .


(١) انظر: صحيح البخاري - مع الفتح -: ٩/٢٢
(٢) هو ما زيد في القراءات علي وجه التفسير (الإتقان: ص٧٧)
(٣) البرهان: ١/٣١٨
(٤) وهذا لا نزاع فيه بين أهل العلم، وإنما يظن أنهما شيء واحد بعض الجهلة، لأن أول من جمع القراءات السبع أبو بكر بن مجاهد في أثناء المائة الرابعة.
(انظر: المرشد الوجيز لأبي شامة ص١٤٦، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: ١٣/٣٩٠، النشر لابن الجزري: ١/٢٤)
(٥) والحديث بهذا المعنى أخرجه البخاري، في كتاب فضائل القرآن، باب أنزل على سبعة أحرف: ج‍ (من البخاري مع شرحه فتح الباري) ص٢٣ ح٤٩٩٢، ومسلم كتاب صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه (ح٨١٨) ، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف: ٢/١٥٨ (ح١٤٧٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>