للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث احتج به ابن المطهر، وأجاب عليه شيخ الإسلام جوابًا شافيًا (١) ، كما ناقش الإمام محمد بن عبد الوهاب شيخهم المفيد في إيراده لهذا الحديث بالصورة التي تراها الشيعة (٢) . وتعرض لهذا الحديث معظم أهل السنة الذين ردوا على الروافض (٣) . ونوجز جواب أهل السنة فيما يلي:

أن الحديث زاد الوضّاعون فيه، ولا يصحّ منه في نظر طائفة من أهل العلم في الحديث إلا قوله: "من كنت مولاه فعليّ مولاه" (٤) ، بينما يرى بعض أهل العلم أن الحديث لا يصح منه شيء البتة. قال ابن حزم: "وأما من كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلاً» (٥) . ونقل عن البخاري وإبراهيم الحربي


(١) انظر: منهاج السنة: ٤/٩-١٦، ٨٤-٨٧، المنتقى: ص٤٢٢-٤٢٥، ٤٦٦-٤٦٨
(٢) انظر: رسالة في الرد على الرافضة: ص٦-٧
(٣) انظر: أبو نعيم/ الإمامة والرد على الرافضة: ص١٣، المقدسي/ رسالة في الرد على الرافضة: ص٢٢١-٢٢٤، الطفيلي/ المناظرة بين أهل السنة والرافضة: ص١٥-١٦، الألوسي/ روح المعاني: ٦/١٩٢-١٩٩
(٤) محمّد بن عبد الوهاب/ رسالة في الرّد على الرّافضة ص١٣. والحديث أخرجه ابن ماجه: ١/٤٣. وأخرجه الترمذي بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب: ٥/٦٣٣ (ح٣٧١٣) ، وابن ماجه بسنده عن البراء بن عازب قال: "أقبلنا مع رسول الله في حجته التي حج، فنزل في بعض الطرق فأمر الصلاة جامعة". فأخذ بيد علي فقال: "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى. قال: "ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ ". قالوا: بلى. قال: "فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، اللهم عاد من عاداه". ابن ماجه: ١/٤٣، المقدمة (ح١١٦) . لكن قال في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان (أحد رجال سند ابن ماجه) ، (الزوائد: ص٦٩) . وأخرجه الإمام أحمد ١/٨٤، قال الشيخ أحمد شاكر: الحديث متنه صحيح، ورد عن طرق كثيرة، وطرقه أو أكثرها في مجمع الزوائد (انظر: المسند: ٢/٥٦؛ تحقيق شاكر، ومجمع الزوائد: ٩/١٠٣-١٠٩)
(٥) ابن حزم/ الفصل: ٤/٢٢٤، وانظر: ابن تيمية/ منهاج السنة: ٤/٨٦، والذهبي/ المنتقى (مختصر منهاج السنة) ص٤٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>