للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي عليه العلماء من المحدثين والمحققين وبعض المؤرخين والآثاريين: عدم صحة الآثار المنسوبة إلى النبي في العصور المتأخرة وإنكارها؛ لعدم وجود أدلة تثبت صحتها بل الأدلة تؤكد عدم ذلك، أنقل لكم بعضًا مما ورد في ذلك:

١ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ): وما يذكره بعض الجهال فيها أي: في الصخرة من أن هناك أثر قدم النبي (١) وأثر عمامته وغير ذلك فكله كذب (٢).

٢ يقول المحدّث ناصر الدين الألباني (ت: ١٤٢٠ هـ): ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين (٣).

وقال أيضًا : وما يفعلونه اليوم في بعض البلاد من التبرك في بعض المناسبات بشعرة محفوظة في زجاجة فهو شيء لا أصل له في الشرع، ولا يثبت ذلك بطرق صحيحة (٤).

٣ يقول الشيخ العلامة أحمد النجمي (ت: ١٤٢٩ هـ): التبرك المشروع في حق النبي اختص به أهل عصره ومن بعدهم بقليل، الذين حصل لهم شيء من ثيابه أو شعره أو عرقه، وآخر من صح أنه كان عنده شيء من شعر النبي هو الإمام أحمد بن حنبل .

أما أهل الأزمنة المتأخرة فقد فاتهم ذلك، وإن كان قد فاتهم هذا فإن البركة كل البركة، والخير كل الخير في الاستقامة على هديه، واقتفاء سننه، واتباع طريقه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتقرب إلى الله بتلاوة الكتاب الذي أُنزل عليه، ودراسة السُّنَّة التي نطق بها، والعمل بما دلت عليه فعلاً وتركًا، لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *﴾ [آل عمران] (٥).


(١) سيأتي الكلام عن أثر القدم وعدم صحة نسبتها للنبي في صفحة (١٠٠).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٧/ ١٣).
(٣) التوسل أنواعه وأحكامه، للألباني (١٤٤).
(٤) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة، للألباني (٧٦).
(٥) أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة (٤٢٧ - ٤٢٨).

<<  <   >  >>