للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعل الطريق إلى الوصول في غير الاقتداء، يضل من حيث إنه مهتد (١).

فإذا تقررت هاتان القاعدتان (٢) وعُمل بهما، سلم المرء من الوقوع في المخالفة، وعبد الله على بصيرة واتباع لسُنَّة نبيّنا محمد (٣)، فكل مخالفة شرعية هي في أصلها مخالفة لكلمة التوحيد.

وبما أن معظم المخالفات العقدية المتعلقة بإحياء الآثار قد تشترك فيها تلك الأحوال المتقدم ذكرها مخالفات متعلقة بالأثر نفسه أو متعلقة بالزائر، فسيكون الحديث عن أبرزها وأكثرها وقوعًا وانتشارًا وهي مخالفة كلمة التوحيد، والتي ينتج منها مخالفات أخرى تتعلق بعدة مسائل منها:

١ التبرك.

٢ التوسل.

٣ أعمال تعبدية أخرى.

وسأقتصر على ذكر المخالفات المتعلقة بالتبرك والتوسل، وسأفرد كل مسألة منهما في مبحث مستقل؛ نظرًا لكثرة وقوع العوام والبُسطاء فيها وتفشيها بينهم؛ لجهلهم بحقيقتها، أو لاشتباههما عليهم وقياسهما على مسائل أخرى، والخلط بين المشروع والممنوع منهما.

* * *


(١) مقولة أبو الحسن الوراق الاعتصام، للشاطبي (١/ ١٢٤) بتصرف يسير.
(٢) أعني بذلك قاعدة: أن الأصل في العبادة التوقف، وقاعدة: شرطي قبول العبادة: الإخلاص والمتابعة.
(٣) يُنظر: التبرك بآثار النبي ، لفهد المقرن (١٣).

<<  <   >  >>