للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت معرضة للهواء ومتاحًا للجميع لمسها وتقبيلها والتبرك بها.

ومن المعلوم أن القطع الأثرية العضوية المكشوفة والمعرضة للهواء والتلوث، لا يمكن بتاتًا معرفة عمرها الصحيح، ولا قياس زمن بقائها بالطرق الحديثة عند خبراء الآثار: كقياسها بواسطة النظائر المشعة: TH ٢٣٢، U ٢٣٨، C ١٤، والمستخدم منها في تحليل العينات الأثرية العضوية هو الكربون المشع Radiocarbon Dating والذي يرمز له ب: C ١٤ (١) ، حيث يُعدّ عند خبراء الآثار من طرق التأريخ المطلق الرقمي لا التقريبي، وهي أكثر طريقة يثقون بها ويعتقدون بأنها من أحسن الطرق للتزمين؛ لدقة نتائجها، وقربها للصواب (٢).

فيُعلم من ذلك استحالة ثبوت صحة الآثار المنسوبة إلى النبي لا من الطرق الشرعية ولا من الطرق المخبرية الحديثة.

* ثانيًا: شبهات المتحف الذي يحوي على أدوات تحاكي ما كان يستخدمه النبي .

* الشبهة الأولى: الاحتجاج بسلامة الهدف الذي يرمي إليه هذا المتحف وهو التعريف بالنبي ، والدعوة إلى رسالة الإسلام السامية، بالعلم والحكمة والبصيرة والموعظة الحسنة.

تفنيد هذه الشبهة:

١ ما من عمل محدث إلا وله وجه حسن، نظر إليه المخالف، وغفل عن وجهه الآخر، وهو العاقبة والمآل، وما أفضت إليه بدعته بعد حينٍ بحسن نيته، وصلاح قصده.

فحُسن النية لا يصحح الخطأ، كما قال ابن مسعود : كم مريد للخير لم يصبه! (٣)، وإن كان قصدهم حسنًا، فلا يكفي لصحة العمل


(١) يُنظر: التقنيات التحليلية في صيانة مواد الآثار، لباربرا هـ. ستيوارت (٣٩٤).
(٢) يُنظر: المسح الأثري في الوطن العربي (٣٠)، استخدام التقنيات الحديثة في علم الآثار (٥٩).
(٣) أخرجه الدارمي في سننه، (٢٣)، باب كراهية الفتيا (ص ٦٩)، وحكم عليه الألباني بالصحة، يُنظر: السلسلة الصحيحة (ج ٥/ ص ١١/ ح ٢٠٠٥).

<<  <   >  >>