للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك الفرق المخالفة لأهل السُّنَّة تتشابه طوائفها بشكل عام في الأصول، ولا يعني تشابه أهل البدع في المحدثات انضمام فرقة إلى أخرى، ولكن حصل التشابه بينهم لاعتمادهم على أهوائهم وعقولهم القاصرة وعلى ما يوافق أصولهم المبتدعة؛ لأن أهل البدع ليس لهم منهج ثابت، وإنما منهجهم مبني على أهوائهم (١).

فمخالفتهم لم تقتصر على إحياء آثار المواسم الزمانية المحدثة والمبتدعة؛ بل حتى المواسم المشروعة خالفوا في إحيائها أهل السُّنَّة، مثال ذلك: ما يفعله الرافضة يوم عاشوراء من إقامة المآتم؛ لإظهار الأحزان والأتراح، والنواصب يحيونه بالسرور والأفراح، واتخاذه موسمًا كمواسم الأعياد (٢).

وأما عن ظهور المواسم الزمانية المُحدثة، فقد ظهرت أغلبها في القرن الرابع، في زمن الدولة العبيدية (٣) الرافضية الذين هم من أكفر الفرق وأفسقهم، كما أشرت إلى ذلك سابقًا (٤).

ومما يؤكد ذلك ما قاله مؤرخ الديار المصرية أبو العباس المقريزي : وكان للخلفاء العبيديين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي:

موسم رأس السنة، وموسم أوّل العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبيّ ، ومولد عليّ بن أبي طالب، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد فاطمة ، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أوّل رجب، وليلة نصفه، وليلة أوّل شعبان،


(١) يُنظر: أصول الفرق، لعلي الشبل (١٣).
(٢) يُنظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٥/ ٣١٠).
(٣) العبيدية: فرقة رافضية وهم الذين يُسَمّون أنفسهم بالفاطميين، وانتسابهم إلى آل البيت كذب ومحض افتراء؛ بل أصلهم مخلوط بين المجوس واليهود، وهم من مؤسسي الدعوة الباطنية. يُنظر: قواعد وأسس في السُّنَّة والبدعة (٢٤٠)، والبدع الحولية (٤٣٩).
(٤) راجع فضلاً (١٦٥).

<<  <   >  >>