للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لهم متاجر ومرافئ على كثير من الشواطئ للإقامة فيها: كقبرص، واليونان، ومالطة، وإسبانيا وغيرها (١).

فلم يكن لهم موضع واحد، بل كانوا متفرقين وموزعين على الساحل، مختلفي الأماكن؛ وليس هذا محل تحديد زمن انهيارهم واختفائهم، ولا ذكر تفاصيل الهجوم والتدمير الذي تعرضت له أراضيهم من أطماع قوى الشعوب المجاورة لهم (٢).

ومع تفرقها إلا أنها تتفق بالطقوس الدينية والبقايا الأثرية، كما سيتم بيان ذلك إن شاء الله.

أبرز المعتقدات الوثنية، والخرافات الجاهلية التي كانت سائدة لدى الفينيقيين، ما يلي:

١ تمجيد العناصر والظواهر الطبيعية، متجسدة في آلهة متعددة، منظمة داخل مجلس الآلهة لكل منها رتبته ووظائفه، وفق طقوس دينية خرافية (٣).

إذ إن لكل مدينة إلهًا باستثناء إيل الذي كان إلهًا لفينيقيا كلها، ويزعمون أنه الإله الأعظم، وكانت فكرة الثالوث المقدّس مسيطرة عليهم، فكان بعل إله الجبال والعواصف والصواعق، و عشتروت إله الحب والجمال (٤)، هؤلاء أبرز ثلاثة كانوا يعبدونهم، وغيرها كثير.

٢ تأثر الفينيقيون بعقيدة الفراعنة في مسألة خلود الروح، والحياة الأبدية، فأصبحوا يهتمون بقبور موتاهم، وبتحنيط أجسادهم، وبناء المقابر العالية، وأحاطوها بمظاهر التقديس والاحترام؛ لاعتبارها البيوت الأبدية (٥).


(١) يُنظر: الفينيقيون وأساطيرهم (٧).
(٢) يُنظر: تاريخ الشرق القديم (٢٤٤).
(٣) يُنظر: حضارات بادت وعادات سادت (٦٨ - ٦٩).
(٤) يُنظر: قصة وتاريخ الحضارات العربية، لجوزف صقر (١٠٨ - ١٠٩)، الفينيقيون وأساطيرهم (١٧ - ٢١).
(٥) يُنظر: قصة وتاريخ الحضارات العربية بين الأمس واليوم (١١١ وأيضًا ١٢٥).

<<  <   >  >>