للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزعم أن الإنسان يقهر بهذه الشجاعة وعوامل الخوف والإرهاب، اللذين دأبت الحياة والشرائع الأخلاقية على التلويح بهما في وجه الإنسان.

ولكن ماذا سيحصل لو أن الإنسان خلع حياءه، ولم يبق لديه خوف من الجزاء، وانطلق في الحياة انطلاقاً فاجراً، تدفعه إليه أهواؤه وشهواته وأنانياته؟

إنه حتماً سيكون وحش مسعور، وبانطلاق الوحوش المسعورة من كل مكان يعم الظلم والطغيان، والفسق والفجور والعصيان، ويكثر القتل، وتنهار أبنية الحضارة.

أليس هذا هو حال المجرمين في الأرض وقطاع الطرق؟

نعم: هذه هي النتيجة التي يريدها هذا الفيلسوف وأمثاله، ومنظمات التدمير البشري التي دفعته لإطلاق قنابل التدمير الإلحادية، والإباحية غير الأخلاقية.

الكاشف الحادي عشر: من الخرافات التي تلبس ثوب العلم، خرافة دراسة الإنسان ذي العقل والإرادة الحرة، ذات الاختيارات المتناقضة في الأفراد، وفي الفرد الواحد بأزمان مختلفة، كدراسة الأشياء غير ذات الإرادات الحرة، والمسيرة بطبائعها الجبرية.

وعلى هذه الخرافة قامت أبنية الفكر الإلحادي، والفكر المادي بوجه عام.

واعتماد عليها قال "رسل":

"إن تحقيق السعادة على وجهها الأكمل للإنسان لا تتم إلا بدراسة الطبيعة، حتى في صورته الإنسانية دراسة علمية".

أي: كما تدرس في المعامل الأشياء في الطبيعة، كسلوك الذرة،

<<  <   >  >>