للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ألم يطلع الملحد (العظم) على كل هذه الأقوال المؤمنة ونظائرها؟ ألم ينظر من أقوال العلماء إلا أقوال (برتراند رسل) لأنه اتجه إلى الإلحاد؟ ألم يقرأ من أقوال العلماء المؤمنين إلا مقالة الفيلسوف (وليم جيمس) إذ رأى استدلاله على وجود الله استدلالاً ضعيفاً؟ وقد جاء بعده علماء كثيرون كانت لهم أقوال ومقالات مشتملة على بيانات وأدلة أقوى مما ساقه (وليم جيمس) .

أليس هذا من طمس الحقائق والتلاعب بها؟ فأين الأمانة العلمية التي يتظاهر بالغيرة عليها؟

ولكن هذا هو شأن المبطلين حينما ينصرون الباطل الذي يتعصبون له بدافع المصالح والمنافع الخاصة لا بدافع نشدان الحقيقة.

لقد رأينا في حشد هذه الأقوال المؤمنة للعلماء الماديين وكثير منهم من علماء القرن العشرين أن موجة من العودة إلى الدين الصحيح الصافي تسود الأوساط العلمية الكبرى.

فما ادعاه (العظم) في الصفحة (٢٨) من "أن النظرة العلمية التي وصل إليها الإنسان عن طبيعة الكون والمجتمع والإنسان خالية عن ذكر الله"، ادعاء كاذب وباطل لا أساس له من الصحة مطلقاً.

ولكن هل للمبطل إذا أراد أن ينصر باطله إلا السفسطة، والمغالطة، والمراوغة عن الحق، وصناعة الأكاذيب، والتمويه بالأقوال المزخرفة.

ولنفرض جدلاً أن العلماء الماديين جميعهم أنكروا وجود الله، أفيؤثر ذلك على حقيقة وجود الله جلَّ وعلا؟ هل ينتظر من العلوم المادية المتقدمة وأجهزتها المتطور أن ترينا الله تبارك وتعالى رؤية حسية. إن أقصى ما تفعله أن ترينا آيات الله في الكون، أما ذات الله تبارك وتعالى فلن تستطيع أن ترينا إياها، وهذا ما بينه الله بقوله في سورة (فصِّلت/٤١ مصحف/٦١ نزول) :

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي? أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ} .

<<  <   >  >>