وقال أبو عمر بينا عمران جالس فِي المسجد يرهب أن يوقف للناس فِي ذَلِكَ القميص إذ هبت الريح فألقت سِحاءة فطرحتها فِي حجره فقرأها فإذا فِيهَا: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) . فاتفق أن خرج الأمير إِلَى نزهة بالجيزة لِمَدْعَاةٍ عند يحيى بن حنظلة الكاتب مولي بني فهم فاستخلف عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي عَلَى الفسطاط فلما تعالى النهار أقبل قرة بن شريك العبسي من قبل الوليد أميراً عَلَى مصر عَلَى أربعة من دواب البريد. فنزل عند المسجد فدخل المسجد فصلى فِي القبلة ثُمَّ تحول وجلس صاحباه عن يمينه ويساره فأتاهم الحرس فقالوا: إن هَذَا مجلس الوالي، ولكم فِي المسجد سعة. قال: فأين هو؟ قال: فِي نزهة. فقال فادعوا خليفته. فانطلق واحد منهم إِلَى عبد الأعلى فبلغوه فقال أسرجوا إلي، فركب حَتَّى أتاه فسلم، فقال لَهُ: انطلق فاطبع عَلَى الديوان قال إن كنت والي خراج فلسنا أصحابك. قال: ممن أنت؟ قال من فهم. فتمثل قرة بن شريك يقول: