فأضحت وهذا القلب مرمى جمارها ... وأمست وهذا الطرف مجرى دم البدن
وكان يفوت البرق إن رام شاءه ... إلى جمع أشتات العلى وهو شنآن
وكانت فتاويه تخال فروعها ... لتحقيقه يثنى على القطع للبطن
غدت بعده كأس العلوم مريرة ... وكانت به من قبل أحلى من الأمن
وكأن سماء الدست من بعد شخصه ... تغشى محياها عيون من الدجن
كأن عروس الفضل عزت قطوفها ... وطالت وقد غاب المذلل والمدّن
أظن ربوع الدرس حان دروسها ... وقد غاب عنها حين غاب ومتقن
وأضحت معاني النظم بعد فراقه ... شوارد لا يأوي من اللفظ في كن
وأمسى صميم العلم إذ ذاك أعزلا ... يصول عليهالجهل بالرشق والطعن
أبحر الندى طود المعالي وإنه ... ليغني عن التصريح باسمك من يكنى
حللت بزعمي في الزعام وإنه ... لمن تحته يبل ومن فوقه يطنى
ووافيت بيتاً كنت حرف حلوله ... ووحشته ترك الكرى طاوي البطن
وأوحشت من قد أضحت الأرض داره ... وآنست من قد حل في جنتي عدن
أمرّ على مغناه كي يذهب الأسى ... لعادته الأولى فيغري ولا يغني
وتنثر عيني لؤلؤاً كان كلما ... يساقطه من فيه يلقطه اذني
وأحسد عجم الطير فيه لأنها ... تزيد على إعراب نظمي باللحن
وأقسم إن الفضل مات لموته ... ويخطر في إذني أخوه فاستثنى
؟ عبد الله بن الحسن بن إسماعيل بن محبوب أبو محمد بهاء الدين البعلبكي.