وأما قول الأزدي: ((يتكلمون فيه)) فلا يلتفت إليه؛ بقول الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (٤/ ٣٩٩): ((وقول الأزدي لا عبرة به إذا انفرد))، ويقول في "هدي الساري" (ص ٣٨٦): ((لا عبرة بقول الأزدي؛ لأنه ضعيف، فكيف يعتمد في تضعيف الثقات)) ويقول الذهبي في "الميزان" (٣/ ٥٢٣) بعد أن ذكر الأزدي: ((له كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤخذات))، ويقول في المرجع نفسه (١/ ٥): ((وأبو الفتح - يعني الأزدي - يُسْرف في الجرح، وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأَوْعى، وجرح خلقًا بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو المتكلَّم فيه))، ويقول أيضًا (ص ٦١): ((لا يتلفت إلى قول الأزدي، فإن في لسانه في الجرح رَهَقًا)). اهـ. (٣) ما بين القوسين سقط من الأصل، وهي زيادة يتقضيها السياق. (٤) في الأصل: (نه). [٢٠٠] سنده ضعيف جدًّا لشدة ضعف عمرو بن ثابت، والصواب أن قوله تعالى: {روح القدس} المراد به جبريل، ويدل عليه ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٠/ ٥٤٦ رقم ٦١٥٢) في الأدب، باب هجاء المشركين، ومسلم (٤/ ١٩٣٣ رقم ١٥٢) في فضائل حسان بن ثابت - رضي الله عنه - من كتاب فضائل الصحابة، كلاهما من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة فيقول: يا أبا هريرة، نشدتك الله، هل سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - يقول: ((يا حسان، أجب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، اللهم أيده بروح القدس))؟ قال أبو هريرة: نعم. وأخرجه مسلم أيضًا برقم (١٥١) من طريق سعيد بن المسيب متابعًا لأبي سلمة. =