وأما من قرأ ((تُفادُوهم))، فإنه أراد: إنكم تفدُونهم من أسْرهم، ويفدِي منكم - الذين أسروهم ففادوكم بهم - أسْراكم منهم. وأما من قرأ ذلك ((تَفدوهم))، فإذا أراد: إنكم يا معشَر اليهود، إن أتاكم الذين أخرجتموهم منكم من ديارهم أسْرى فدَيْتموهم فاستنقذتموهم. وهذه القراءةُ أعجب إليّ من الأولى - أعني: ((أسرى تُفادُوهم)) - لأن الذي على اليهود في دينهم فداء أسراهم بكل حال، فَدَى الآسرون أسْراهم منهم أم لم يفدوهم). اهـ. قلت: والقراءة بغير ألف: (أَسْرى) هي قراءة حمزة، وسيأتي في الحديث الآتي أنها قراءة حميد الطويل. وبإثباتها: (أسارى) هي قراءة الباقين، ومنهم الحسن البصري، كما سيأتي في الحديث [١٩٩]. وقرأ نافع وعاصم والكسائي: (تُفَادوهم) بالألف، وهي قراءة الحسن البصري كما سيأتي في الحديث [١٩٩]، وقرأ الباقون: (تَفْدوهم). انظر "حجة القراءات" (ص ١٠٤ - ١٠٥). (١) هو حُميد بن أبي حُميد الطَّويل. [١٩٨] سنده صحيح، وانظر التعليق على الحديث السابق. [١٩٩] سنده حسن لذاته. =