(٣) يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (١٠/ ٢٦٦ - ٢٦٧): (وفي ربيع الأول- يعني سنة ثنتي عشرة ومائتين- أظهر المأمون في الناس بدعتين فظيعتين، إحداهما أَطَمُّ من الأخرى، وهي: القول بخلق القرآن، والثانية: تفضيل علي بن أبي طالب على الناس بعد رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، وقد أخطأ في كل منهما خطأ كبيراً فاحشاً، وأثم إثماً عظيماً)، ثم نقل (ص ٢٧٦ - ٢٧٧) عن ابن عساكر أنه روى من طريق النَّضْر بن شُمَيْل قال: دخلت على المأمون، فقال: كيف أصبحت يا نضر؟ قلت: بخير يا أمير المؤمنين، فقال: ما الإرجاء؟ فقلت: دين يوافق الملوك يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم. قال: صدقت. ثم قال: يا نضر، أتدري ما قلت صبيحة هذا اليوم؟ قلت: إني لمن علم الغيب لبعيد، فقال: قلت أبياتاً، وهي: أصبح ديني الذي أدين به … ولست منه الغداة معتذرا حبّ علي بعد النبي ولا … أشْتُم صِدِّيقاً ولا عُمرا ثم ابن عفّان في الجنان مع الـ … أبرار ذاك القتيل مُصْطبرا ألا ولا أشتم الزبير ولا … طلحة إن قال قائلٌ غَدَرَا