للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فصل فيما يستدل به على تفسير آل النبي صلى الله عليه وسلم المصلى عليهم) ٧٣٦ - عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته (١) وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت


٧٣٦ - عن ابن طاوس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا هارون عن ابن طاوس الخ. (غريبه) ١ - قال النووي رحمه الله: اختلف العلماء في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال، أظهرها وهو اختيار الأزهري وغيره من المحققين أنهم جميع الأمة. والثاني بنو هاشم وبنو المطلب. والثالث أهل بيته صلى الله عليه وسلم وذريته. والله أعلم. اهـ. قال الشوكاني: وقد ذهب نشوان الحميري إمام اللغة إلى أنهم جميع الأمة، ومن شعره في ذلك: آل النبي هم أتباع ملته ..... من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا قرابته ..... صلى المصلي على الطاغي أبي لهب ويدل على ذلك أيضًا قول عبد المطلب في أبيات وانصر على آل الصليـ ..... ـب وعابديه اليوم آلك والمراد بآل الصليب أتباعه، قال: ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر ٤٦) لأن المراد بآله أتباعه، واحتج لهذا القول بما أخرجه الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الآل قال: «آل محمد كل تقي» وروي هذا من حديث علي ومن حديث أنس وفي أسانيدها مقال، ويؤيد ذلك معنى الآل لغة، فإنهم كما قال في (القاموس): أهل الرجل وأتباعه، ولا ينافي هذا اقتصاره صلى الله عليه وسلم على البعض منهم في بعض الحالات كما تقدم، وكما في حديث مسلم في الأضحية «اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد» فإنه لا شك أن القرابة أخص الآل، فتخصيصهم بالذكر ربما كان لمزايا لا يشاركهم فيها غيرهم كما عرفت، وتسميتهم بالأمة لا ينافي تسميتهم بالآل، وعطف التفسير شائع ذائع كتابًا وسنةً ولغةً، على أن حديث أبي هريرة فيه عطف أهل بيته على ذريته (سيأتي حديث أبي هريرة بعد تخريج الحديث التالي) فلما كان مجرد العطف يدل على التغاير مطلقًا لزم أن تكون ذريته خارجة عن أهل بيته والجواب الجواب، ولكن ههنا مانع من حمل الآل على جميع الأمة، وهو حديث «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي» (الحديث) وهو في صحيح مسلم وغيره

<<  <  ج: ص:  >  >>