لو لم يكن آله إلا قرابته ..... صلى المصلي على الطاغي أبي لهب ويدل على ذلك أيضًا قول عبد المطلب في أبيات وانصر على آل الصليـ ..... ـب وعابديه اليوم آلك والمراد بآل الصليب أتباعه، قال: ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر ٤٦) لأن المراد بآله أتباعه، واحتج لهذا القول بما أخرجه الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الآل قال: «آل محمد كل تقي» وروي هذا من حديث علي ومن حديث أنس وفي أسانيدها مقال، ويؤيد ذلك معنى الآل لغة، فإنهم كما قال في (القاموس): أهل الرجل وأتباعه، ولا ينافي هذا اقتصاره صلى الله عليه وسلم على البعض منهم في بعض الحالات كما تقدم، وكما في حديث مسلم في الأضحية «اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد» فإنه لا شك أن القرابة أخص الآل، فتخصيصهم بالذكر ربما كان لمزايا لا يشاركهم فيها غيرهم كما عرفت، وتسميتهم بالأمة لا ينافي تسميتهم بالآل، وعطف التفسير شائع ذائع كتابًا وسنةً ولغةً، على أن حديث أبي هريرة فيه عطف أهل بيته على ذريته (سيأتي حديث أبي هريرة بعد تخريج الحديث التالي) فلما كان مجرد العطف يدل على التغاير مطلقًا لزم أن تكون ذريته خارجة عن أهل بيته والجواب الجواب، ولكن ههنا مانع من حمل الآل على جميع الأمة، وهو حديث «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي» (الحديث) وهو في صحيح مسلم وغيره