هذا والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته (١) قد ملأت رئتك جوفك رعبا، فقال عتبة إياي تعير يا مصفر استه (٢) ستعلم اليوم آيانا الجبان، قال فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقال من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قم يا علي وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب (٣) فقتل الله تعالي عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيراً، فقال العباس يا رسول الله ان هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح (٤) من أحسن الناس وجها علي فرس أبلق (٥) ما أراه في القوم، فقال الأنصاري أنا أسرته يا رسول الله: فقال اسكت فقد أيدك الله تعالي بملك كريم (٦) فقال علي رضي الله عنه فأسرنا وأسرنا من بني عبد المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحرث (عن عمر رضي الله عنه)(٧) قال لما كان يوم بدر قال نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلي أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف ونظر إالي المشركين فاذا هم الف وزيادة فاستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وازاره ثم قال اللهم اين ما وعدتني، اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة
السلم فأضمرها اعتمادا علي معرفة المخاطبين، أي أقرنو هذه الحالة بي وانسبوها الي وان كانت ذميمة (١) اي قلت له أعضض بإير أبيك (٣) الاست همزته وصل ولامه محذوفة والأصل ستة وهو العجز ويراد به حلقة الدير ويجمع علي أستاه مثل سبب وأسباب (قال في النهاية) رماه بالأبنة وانه كان يزعفر استه، وقيل هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التجارب والشدائد (٣) هو عبيدة بن الحارث بن المطلب وجاء في الأصل بن عبد المطلب بزيادة عبد وهو خطأ من الناسخ وصوابه بن المطلب كما في جميع المراجع ابن عبد مناف أسلم قديما وكان أسن بني عبد مناف وهو أسن من النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشر سنين جرح يوم بدر ثم مات رضي الله عنه (٤) الأجلح هو الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه (٥) الفرس الأبلق ارتفع التحجيل الي فخذيه (٦) معناه ان الذي أسره حقيقة هو الملك بفتح اللام: وظاهرا هو الرجل القصير والله أعلم (تخريجه) اورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال هذا سياق حسن وفيه شواهد لما تقدم ولما سيأتي وقد تفرد بطوله الامام احمد، وروي أبو داود بعضه من حديث اسرائيل اه (قلت) واورده ايضا الهيثمي بطوله وقال رواه احمد والبزار ورجال احمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة اه (قال الأموي في مغازيه) وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حين حرض المسلمين علي القتال قد نفل كل امرئ ما اصاب، وقال والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا ادخله الله الجنة، وذكر قصة عمير بن الحمام كما تقدم وقد قاتل - صلى الله عليه وسلم - بنفسه الكريمة قتالا شديدا ببدنه وكذلك ابو بكر الصديق كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاء والتضرع ثم نزلا فحرضا وحثا علي القتال وقاتلا بالابدان جمعا بين المقامين الشريفين (٧) (عن عمر رضي الله عنه الخ) هذا الحديث تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب فداء اسري بدر الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة ١٠٢ رقم ٢٩٢ وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره: وأورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للامام احمد ثم قال