يطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول له، فقال له تأمرني أن أقول؟ قال قل اللهم قني شر نفسي وأعزم لي أرشد أمري، قال فانطلق فأسلم الرجل ثم جاء فقال إني أتيتك فقلت لي قل اللهم قني شر نفسي وأعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن؟ قال قل اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت (عن أبي مالك الأشجعي) قال حدثني أبي طارق بن أشيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم من أسلم يقول اللهم اغفر وارحمني وارزقني، وهو يقول هؤلاء يجمعن لك خير الدنيا والآخرة (وعنه أيضا) قال حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أتاه الإنسان يقول كيف يا رسول الله أقول حين أسأل ربي؟ قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وأهدني وارزقني وقبض أصابعه الأربع إلا الإبهام فإن هؤلاء يجمعن لك دنياك وآخرتك
صلى الله عليه وسلم في أمرهم وكان عمران إذ ذاك مسلما (غريبة) معناه أن عبد المطلب كان يكرمهم وينحر لهم الإبل ويطعمهم أعظم شيء منها وأنت تنحرهم بدل أن تنحرهم بدل أن تنحر لهم، أي تكيدهم وتعظيهم، يريد حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذهم بالشدة وعدم التلطف بهم، وهذا على زعم حصين، وما كانت الشدة من خلق النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يعاملهم إلا بكل لطف ولين: يعلم ذلك من تتبع سيرته صلى الله عليه وسلم يعني من الترغيب في الإسلام وإظهار مزاياه، والظاهر أن حصينا ركن إلى الإسلام وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يزداد به انشراحا للإسلام، فقال له قل اللهم قني شر نفسي الخ أي قو عزيمتي على ما فيه الخير لي (وقوله فانطلق) أي ذهب وحبب الله إليه الإسلام ببركة الدعاء فأسلم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أتيتك فقلت لي قل اللهم قني شر نفسي الخ (فما أقول الآن) يعني بعد إسلامي (تخريجه) (نس مذ خز ك) وصححه الحافظ في الإصابة، وصححه أيضا الحاكم وأقره الذهبي: وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح اهـ ويستفاد منه أن الدعاء الأول كان قبل أن يسلم والدعاء الثاني كان بعد إسلامه وأن عمرا كان مسلما صحابيا قبل إسلام أبيه رضي الله عنهما (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الواحد يعني ابن زياد ثنا أبو مالك الأشجعي الخ (غريبة) لفظ مسلم كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة: ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني: ففي رواية مسلم زيادة (إهدني وعافني) فينبغي للداعي العمل بهذه الرواية لما فيها من زيادة: وجاء في الحديث التالي للإمام أحمد زيادة أهدني أما خير الآخرة ففي قوله اغفر لي وارحمني، أما خير الدنيا ففي كقوله ارزقني وأهدني كما في الحديث التالي وعافني كما في رواية مسلم (تخريجه) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال حدثنا يزيد (يعني ابن هارون) قال أنا أبو مالك الأشجعي قال حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) يعني بعدها أربعا يقبض أصابعه الأربع إلا الإبهام