١٣٧ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي حَجَّتِهِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» . قَالَ: فَقُلْتُ وَلَمْ أَنْثَنِ: يَا لَيْتَنَا لَمْ نَفْعَلْ، فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا مَنْبَتُكَ وَمَوْلِدُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ أَرْضِك ⦗٣٢١⦘ َ إِلَيَّ فَأَنْزِلْنِي أَحَبَّ أَرْضِكَ إِلَيْكَ، فَأَنْزَلَنِيَ الْمَدِينَةَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَصْحَابُنَا: وَلَمْ يَزَلِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ مُقِيمًا بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ غَيْرُ مَغْمُوصٍ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَسْتَنْفِرُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى غَزْوِة الرُّومِ، قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، فَرَحَّبَ بِهِمْ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَسُرَّ بِمَكَانِهِمْ، ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ غُزَاةً إِلَى الشَّامِ، فَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فِحْلَ وَأَجْنَادَيْنِ وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، فَتَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ابْنَتَهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ ⦗٣٢٢⦘ الْحَارِثِ، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَبِيبًا خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَالْمَنْظُورَ إِلَيْهِ، وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ رَبَّةٌ، يَعْنِي كَبِيرَةً كَثِيرَةَ الْأَهْلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute