للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي في آخر جمادى الأولى عن ست وسبعين سنة، نفرت به بغلته فرضّت دماغه، ومات إلى عفو الله بعد ست ليال.

وفيها الشيخ زين الدّين أبو عبد الله محمد بن علم الدّين عبد الله بن الشيخ الإمام زين الدّين عمر بن مكّي بن عبد الصّمد العثماني، المعروف بابن المرحّل [١] الشافعي.

سمع من جماعة، وأخذ الفقه والأصلين عن عمّه الشيخ صدر الدّين وغيره، ونزل له عمّه عن تدريس المشهد الحسيني بالقاهرة، فدرّس به مدة، ثم قايض الشيخ شهاب الدّين بن الأنصاري منه إلى تدريس الشامية البرّانية والعذراوية، فباشرهما إلى حين وفاته.

وناب في الحكم، فحمدت سيرته، ثم تركه.

وبيّض كتاب «الأشباه والنّظائر» لعمّه وزاد فيه.

قال الذهبي: العلّامة، مدرّس الشّامية الكبرى، فقيه، مناظر، أصولي، وكان يذكر للقضاء.

وقال السّبكي: ولد بعد سنة تسعين وستمائة.

وكان رجلا، فاضلا، دينا، عالما، عارفا بالفقه وأصوله، صنّف في الأصول كتابين.

وقال الصّلاح الكتبي: كان من أحسن الناس شكلا، وربّي على طريقة حميدة في عفاف وملازمة للاشتغال بالعلوم وانجماع عن الناس. وكان يلقي الدروس بفصاحة وعذوبة لفظ، قيل: لم تكن دروسه بعيدة من درس ابن الزّملكاني. وكان من أجود الناس طباعا، وأكرمهم نفسا، وأحسنهم ملتقى.

توفي في رجب، ودفن بتربة لهم عند مسجد الذبّان عند جدّه.


[١] انظر «ذيول العبر» ص (٢٠٣) و «الوفيات» لابن رافع (١/ ٢٠٩- ٢١١) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ١٥٧) و «البداية والنهاية» (١٤/ ١٨١- ١٨٢) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٧٦- ٣٧٧) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٧٩- ٤٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>