العذر بأنه يوجد بإزاء الملايين المحرومة ملايين أخرى متعلقة، بخلاف الجزائر فليس فيها إلا المحروم، وليس هناك خير يسلي عن الشر.
وفي هذا المقام يجب أن نذكر حضراتكم بنسبة المتعلمين من أبنائنا في المدارس الفرنسية مؤيدة بالأرقام المأخوذة من أدق المصادر الرسمية الحديثة لسنة ١٩٥١، فقد وقعت مناقشة في المجلس الجزائري، في قضية تعليم الجزائريين، وتقدمت المعارضة بتقارير مدروسة رسمية فضحت بها الحكومة، ومن تلك التقارير الدامغة نقتطف هذه الأرقام.
قال التقرير المفحم الذي لم تستطع الحكومة له ردا، ما ترجمته بالحرف، بلغ عدد التلاميذ الأوروبيين سنة ١٩٥٠ في مدارس الجزائر ٩٧٤٠٠ بينما لم يتجاوز عدد التلاميذ المسلمين ٨٢٨٦٤ تلميذا، ولما كانت الأغلبية الساحقة من سكان الجزائر مسلمة فتكون إذن نسبة التلامذة الأوروبيين إلى التلامذة المسلمين كنسبة ٤ بالمائة وهذا الفرق يرتفع كثيرا في المدارس الثانوية، فيما يبلغ عدد الطلبة المسلمين في هذه المدارس ٣٢١٤ تلميذا، والإفرنسيين ٥١٧٧ نرى أن الطلبة الأوروبيين يفوقونهم لمقدار ٥٠٠ ضعفا (١٥٦ أوروبي في مقابل مسلم واحد) وباقي المسلمين لا يحق لهم الدخول في هذا النوع من المدارس.
وفي عام ١٩٥١ بلغ عدد التلاميذ من المسلمين الجزائريين الذين وجدوا أمكنة في التعليم الابتدائي ١٩٨٦٧٨ تلميذا في وطن مسلم يبلغ عدد سكانه أكثر من عشرة ملايين نسمة بينما يبلغ عدد التلامذة من الأوروبيين في هذه المدارس ١١١٤٠٢ تلميذا من جالية أوروبية، لا تزيد عن المليون نسمة في الجزائر.
هذه فقرات مترجمة حرفيا عن تقرير المعارضة، ومقدمه فرنسي، وقد نقص من تعداد المسلمين الجزائريين ولكنه أحسن في تسميته للأوربيين بالجالية.