للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمراد بهذا القُنُوت طول القيام. وقد أخبر أبو هريرة مثل ما أخبر به أنسٌ سواء، أنَّه قَنَت بعد الركوع لَمَّا قال: «سمع الله لمن حمده»، قال قبل أنْ يسجد: «اللَّهم نَجِّ عيَّاش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، والمستضعفين من المؤمنين» (١). متَّفقٌ عليه. وقال ابن عمر: إنَّه سمع رسول الله إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: «اللَّهمَّ العن فلانًا وفلانًا»، بعد ما يقول: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد» (٢). فقد اتَّفقت الأحاديث أنَّه قَنَت بعد الركوع، وأنَّه قَنَت لعارضٍ، ثُمَّ تَرَكه. ثم قال أنسٌ: «القنوت في المغرب والفجر» (٣). رواه البخاري.

المؤلف ، إذا نزلت بالمسلمين نازلة يُقنت في الفرائض، وهو قول أبي حنيفة وأحمد كما جاء في الأحاديث حديث أبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وغير ذلك.

لكن ما هي النازلة التي يُقنت لها؟

النوازل على نوعين:

النوع الأول: نوازل من قبل الخالق، من قِبَل الله، فهذه لا يُقنت لها، ورد لها عبادات خاصة، فمثلًا إذا قحط المطر، وجفت العيون، وغارت الآبار تشرع صلاة الاستسقاء أو الدعاء في خطبة الجمعة، أو الدعاء المجرد.

إذا كسفت الشمس أو خسف القمر تشرع صلاة الكسوف.

إذا هبت الرياح يشرع قول: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما


(١) أخرجه البخاري (٤٥٦٠)، ومسلم (٦٧٥).
(٢) أخرجه البخاري (٤٥٥٩).
(٣) أخرجه البخاري (١٠٠٤).

<<  <   >  >>