للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و- ومما ينقض دعوى الشهادتين: موالاة الكفار وأهل النفاق، وكراهية أهل الإيمان والتوحيد ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [المائدة: ٥١].

٩ - ومن صور نقض الشهادتين: الحكم بغير ما أنزل الله على تفصيلاتٍ للفقهاء في ذلك.

قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية (١): (وذلك بحسب حال الحاكم؛ فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر).

من فوائد الحديث:

أولًا: فيه فضل الشهادتين، وأنها تحرم صاحبهما على النار.

ثانيًا: لابد أن تكون الشهادة خالصة من القلب، لأن المنافقين يشهدون الشهادتين ولا ينفعهم ذلك.

ثالثًا: هذا من أحاديث الرجاء التي يجب العمل بها في ضوء الأدلة الأخرى من الكتاب والسنة، والتي بينت أن هناك شروطًا للانتفاع بالشهادتين ونواقض تبطلهما، حتى يكون المسلم على بينة من أمره، ولا تدفعه مثل تلك الأحاديث إلى الاغترار وترك العمل للآخرة.


(١) ينظر: الأساس في السنة وفقهها (١/ ٣١٩).

<<  <   >  >>