للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهلاك، والله لا يغلبه غالب، فكأن المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه، فأطلق الحرب وأراد لازمه، أي: أعمل به ما يعمله العدو المحارب (١).

ثانيًا: قال ابن هبيرة: ويستفاد من هذا الحديث تقديم الإعذار على الإنذار، وهو واضح قوله: «فقد آذنته»، أي: أعلمتُه والإيذان الإعلام (٢).

ثالثًا: وفيه أن فعل الواجبات أحب إليه تعالى مما سواها.

قال الطوفي: الأمر بالفرائض جازم ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب فكانت الفرائض أكمل؛ فلهذا كانت أحب إلى الله تعالى وأشد تقريبًا، وأيضًا فالفرض كالأصل والأس، والنفل كالفرع والبناء، وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية؛ فكان التقرب بذلك أعظم (٣).

رابعًا: وفيه أن التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، مما يزيد من محبة الله للعبد.

خامسًا: وفيه أن الله يتولى أولياءه وهم عباده الصالحون بالحفظ والرعاية والدفع والنصر والمدد والغوث في جميع حركاتهم وسكناتهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج: ٣٨]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: ٧]، وقال تعالى: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا


(١) ينظر: فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٤٢).
(٢) ينظر: المرجع السابق (١١/ ٣٤٢).
(٣) ينظر: المرجع السابق (١١/ ٣٤٣).

<<  <   >  >>