للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد أحسن الذي يقول:

فما كل ما حاز الفتى من تلاده … بكيْسٍ ولا ما فاته بتوانِ

بكيْسٍ ولا ما فاته بتوانِ … سيكفيكه جدانِ يصطرعان

وعن المديني قال: (كان يقال: مروءة الصبر عند الحاجة والفاقة بالتعفف والغنى، أكثر من مروءة الإعطاء).

قال أبو حاتم (١): (من نازعته نفسه إلى القنوع ثم حسد الناس على ما في أيديهم فليس ذلك لقناعةٍ ولا لسخاوة، بل لعجز وفشل، فمثله كمثل حمار السوء، الذي يعرج بخفةِ حِمْلِه، ويحزن إذا رأى العلفَ يُؤثر به ذو القوةِ والحمل الثقيل، فالقانع الكريم أراح قلبه وبدنه، والشرِه اللئيم أتعب قلبه وجسمه والكرام أصبر نفوسًا واللئام أصبر أجسادًا).

وأنشد عمرو بن محمد أنشدنا الغلابي:

لعمرك ما الأرزاق من حيلة الفتى … ولا سببٌ في ساحة الحي ثاقب

ولكنها الأرزاق تقسم بينهم … فما لك منها غير ما أنت شارب

وقال الخليل بن أحمد (٢):

إن لم يكن لك لحمٌ … كفاك خلٌّ وزيتُ

إلَّا يكنْ ذا وهذا … فكسرةٌ وبُيَيْتُ

تظلُّ فيه وتأوي … حتى يجيئَك موتُ

هذا لعمري كفاف … فلا يغرّك ليتُ


(١) ينظر: روضة العقلاء للدارمي (ص ١٤٨).
(٢) ينظر: تاريخ الإسلام للذهبي (٤/ ٣٥٥)، والثقات لابن حبان (٨/ ٢٣٠).

<<  <   >  >>