للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، قال: «إن الله إذا أحب عبدًا حماه عن الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمَه الماء» (١).

وخرجه الحاكم، ولفظه: «إن الله ليحمي عبده من الدنيا وهو يحبه، كما تحمُون مريضكم الطعامَ والشراب، تخافون عليه» (٢).

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي ، قال: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر» (٣).

وأما السابق بالخيرات بإذن الله: فهم الذين فهموا المراد من الدنيا، وعملوا بمقتضى ذلك، فعلموا أن الله إنما أسكن عباده في هذه الدار ليبلوهم أيهم أحسن عملا؟ كما قال: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [هود: ٧]، وقال: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: ٢].

قال بعض السلف: (أيهم أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة، وجعل ما في الدنيا من البهجة والنضرة محنةً، لينظر من يقف منهم معه، ويركن إليه، ومن ليس كذلك، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧]).


(١) أخرجه الترمذي برقم (٢٠٣٦)، والحاكم في المستدرك برقم (٧٤٦٤). قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم برقم (٧٤٦٤)، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
(٢) أخرجه أحمد في المسند برقم (٢٣٦٢٢ - ٢٣٦٢٣)، والحاكم في المستدرك برقم (٧٤٦٥) عن ابن مسعود وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه مسلم برقم (٢٩٥٦) عن أبي هريرة .

<<  <   >  >>