للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} قالت لخوفها من ان يفضحها يوسف عند زوجها، وإنما أشارت بالسجن لصرفه عن بيعه وقتله، وقيل: لانعكاس المحبة لأن الشيء إذا تناسى (١) انعكس.

{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا (٢)} مقاتل والضحاك: رجل كبير ابن عمها (٣)، وقيل: رجل حكيم من قرابتها (٤)، وقيل: ابن خالها وهو صبي في المهد (٥)، وشهادته على طريق الاستدلال كشهادة خزيمة بن ثابت {مِنْ قُبُلٍ} قدام، واستدل بدلالة الحال، رجع الزوج إلى شهادته فتبين له أن الجناية (٦) من قِبَلها.

{يُوسُفُ} يا يوسف تغافل عن هذا الحديث فلا تذكره لأحد {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} دليل أن الزنا والبهتان كانا محظورين عندهم، وإنما لم يجاوز إنكاره وغيرته لأن عنته (٧) كانت ذهبت بحميته.

{وَقَالَ نِسْوَةٌ} اللائمات كن خمسًا؛ امرأة الساقي، وامرأة الخباز، وامرأة صاحب الدواب، وامرأة صاحب السجن، وامرأة الحاجب (٨)، أفشين حديثهما في البلد على ما جرت به عادة النساء {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} أي أصاب يوسف شغاف قلبها من حب، كما يقال كبده ورأسه إذا أصاب ذلك. والشغاف غلاف القلب، وقيل: حبة القلب، وهي (٩) علقة سوداء في


(١) في "ب""ي": (تناهى).
(٢) (من أهلها) ليست في "ي" "أ".
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٢١١) ولم يعزه لأحد.
(٤) ورد عن زيد بن أسلم عند ابن أبي حاتم (٧/ ٢١٢٩)، وقريبًا منه عن قتادة كما عند ابن جرير (١٣/ ١٠٩، ١١٢)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٢٩).
(٥) ذكره ابن جرير (١٣/ ١٠٦) عن سعيد بن جبير، وعن ابن عباس كما عند ابن جرير (١٣/ ١٠٧)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٢٨)، وعن الضحاك عند ابن جرير (١٣/ ١٠٦).
(٦) في الأصل: (له الخيانة).
(٧) كون زوجها عنينًا ورد في روايات كثيرة.
(٨) ذكرهن القرطبي في تفسيره (٩/ ١٥١)، وذكره ابن الجوزي (٤) وعزاه لمقاتل.
(٩) في الأصل: (وقيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>