للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله (١) وإلى رسوله، فقال: "أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك"، قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال كعب: فما أنعم الله عليَّ نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله (١) حيث صدقته أنا وصاحباي أن لا يكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا، وإني لأرجو (٢) أن لا يكون الله أبلى أحدًا من الصدق مثل الذي أبلاني ما تعمدت (٣) للكذب بعد وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي، قال الزهري: هذا ما انتهى إلينا من حديث كعب بن مالك (٤).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} قال أبو بكر الصديق: إياكم والكذب فإن الكذب مجانب الإيمان (٥). سئل النبي -عليه السلام-: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: "نعم"، فقيل: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: "نعم"، فقيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: "لا" (٦).

{وَلَا يَرْغَبُوا} ولا أن يرغبوا، ويحتمل أنه مجزوم على النهي، و (رغبتهم بأنفسهم عن نفسه) إيثارهم أنفسهم على نفسه، {ظَمَأٌ} عطش، {وَلَا نَصَبٌ} تعب، {وَلَا مَخْمَصَةٌ} مجاعة، و (الوطء) موضع القدم وكذلك الموطىء ويجوز أن يكون مصدرًا، {يَغِيظُ الْكُفَّارَ} صفة للموطىء، أي: يغيظ الكفار وطؤهم إياه، و (النيل): الإصابة، والضمير في (به) عائد إلى كل واحد من الأشياء المذكورة.

(قطع الوادي): سلوكه، والوادي ما بين العدوتين، {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} قال الكلبي: لما أنزل الله عيوب المنافقين


(١) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(٢) في "ب" (أرجو).
(٣) في الأصل و"أ": (تعهدت).
(٤) القصة في البخاري (٤١٥٦)، ومسلم (٢٧٦٩)، ولكن أضاف إليها المؤلف من روايات أخر.
(٥) أحمد (١/ ٥) وسنده صحيح.
(٦) مالك في الموطأ (١٧٩٥)، والبيهقي في الشعب (٤٨١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>