للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَكَذَّبَ بِهِ} أي: القرآن أو الخبر والتصديق، {وَهُوَ الْحَقُّ} في تقدير (١) الحال لأنه جملة (٢)، {لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} أي: أمركم غير موكول إليّ.

{لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} لكل صدق موقع ووقت يحق فيه لا يتصور تأخيره وتقديمه.

{فَلَا تَقْعُدْ} للمسامرة والتحدث دون الدعوة والإنذار، {الذِّكْرَى} ما يرفع النسيان.

وفي قوله: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ} دلالة أن المؤمنين دخلوا في النهي بالآية المتقدمة والظاهر من هذه الآية أن المقعود لم يكن منهيًا عنه لنفسه ولكن بمعنى (٣) الاحتياط، {وَلَكِنْ ذِكْرَى} النهي عظة، {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} عن مثل خوضهم.

{وَذَرِ} أي: كف يدك عنهم إن كانت الآية منسوخة ونابذ إنْ لم تكن منسوخة، {تُبْسَلَ} ترتهن، {كُلَّ عَدْلٍ} أي: أيّ عدل الحميم الحار.

{أَنَدْعُو} استفهام بمعنى النفي، {وَنُرَدُّ} أي: يردنا أحد على أعقابنا والله هادينا، {اسْتَهْوَتْهُ} دعته إلى أهوائها، وقيل: زينت له متابعة هوى نفسه، {حَيْرَانَ} في الأرض والحيرة الدهش، قيل: التشبيه وقع بعبد الرحمن بن أبي بكر كان كافرًا وكان أبواه يدعوانه إلى الإسلام (٤)، {ائْتِنَا} حكايته الدعاء، وفي مصحف عبد الله {بينًا} (٥)، أي: دعاء بينًا.


(١) في "أ": (تقدم).
(٢) هذا أحد الوجهين في إعراب الجملة، والوجه الثاني أنها استئنافية وهو اختيار السمين الحلبي.
[الدر المصون (٤/ ٦٧٣)].
(٣) في الأصل: (المعنى).
(٤) هذا ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٦٧)، عن ابن عباس عن أبي صالح، وانظر: القرطبي (٧/ ١٨).
(٥) ابن جرير (٩/ ٣٣٢)، وانظر: "مختصر الشواذ" لابن خالويه (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>