للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المال (١)، وسمي اليتامى بالحالة الماضية لقول عمر لبلال ألا إن (٢) العبد قد نام، وقول ابن عمر - رضي الله عنه -: "ما زدناك على عجوة وزبيب" (٣)، {وَلَا تَتَبَدَّلُوا} تستبدلوا الخبيث بالطيب أي الحرام بالحلال. قال ابن المسيب والضحاك والسدي والزهري أنه أن تأخذ من مال اليتيم شاة سمينة وتعطيه شاة مهزولة (٤). {إِلَى أَمْوَالِكُمْ} أي مع أموالكم (٥) كقوله: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [آل عمران: ٥٢]. (الحوب): الإثم (٦). وقال الفراء: الإثم العظيم، وفي الحديث: "ربّ تقبّل توبتي واغسل حوبتي" (٧)، وقد يطلق بمعنى الحاجة


(١) رواه ابن أبي حاتم (٤٧٢٨، ٤٧٣٥) عن سعيد بن جبير.
(٢) في "أ" "ب": (إلا أن).
(٣) الأثر في كتاب "الآثار" لأبي يوسف (١٠٠١) وسنده ضعيف.
(٤) أما عن سعيد بن المسيب فرواه ابن جرير (٦/ ٣٥٢)، وابن المنذر (١٣١٤)، وابن أبي حاتم (٤٧٣٦).
وأما عن الضحاك فعزاه له ابن الجوزي في "زاد المسير" (٢/ ٥)، والقرطبي في تفسيره (٣/ ٩).
وأما السدي فرواه ابن جرير (٦/ ٣٥٢، ٣٥٣)، وابن أبي حاتم (٤٧٣٨)، وأما الزهري فرواه ابن جرير (٦/ ٣٥٢).
(٥) روي ذلك عن مجاهد قال: أموالهم مع أموالكم. أخرجه ابن جرير في تفسيره (٦/ ٣٥٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٤٧٣٩).
(٦) إطلاق الحوب على الإثم يشهد له الحديث الذي ذكره المؤلف: "ربِّ تقبَّل توبتي واغسل حوبتي" قال أبو عبيد: يعني المأثم, وكذا قال ابن الأثير، ومنه الحديث: "اغفر لنا حوبنا" وحديث: "إن الجفاء والحوب في أهل الوبر والصوف". وللحوبة عدة معاني فتأتي بمعنى الحاجة ومنه قول الفرزدق:
فهب لي خُنَيْسًا، واحتسب فيه مِنَّةً ... لحوبةِ أُمٍّ، ما يَسُوغُ شَرَابُهَا
وتطلق؛ ويراد بها القرابة - قاله ابن السكيت. وتطلق ويراد بها الهلاك ومنه قول الهذلي:
وكلُّ حِصْنٍ، وإن طالت سلامتهُ ... يومًا ستدرِكُهُ النكراءُ والحوبُ
وهناك معانٍ يطول ذكرها في معنى الحوب.
ولغة أهل الحجاز بضم الحاء ولغة تميم بالفتح.
[تهذيب اللغة (٥/ ٢٦٨)، النهاية لابن الأثير (١/ ٤٥٥)، لسان العرب (٣/ ٣٧٤) "حوب"].
(٧) أبو داود (١٥١٠)، والترمذي (٣٥٥١)، والنسائي في الكبرى (١٠٤٤٣)، وابن ماجه (٣٨٣٠)، وابن حبان (٩٤٧)، وأحمد (١/ ٢٢٧)، وعبد بن حميد (٧١٧) والحديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>