للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعتقد قدره (١) في نفسه فيبتلى بمن فوقه. و (الاحتراق) افتعال من الإحراق، والإحراق إفساد (٢) النار الشيء.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا} فيها أمر بالنفقة فهو على الوجوب، ولذلك قلنا العشر واجب من قليل الخارج وكثيره، ولقوله - عليه السلام -: "فيما سقت السماء العُشر" (٣) و (التمِمم) القصد و {الْخَبِيثَ} ضدّ الطيب، والمراد به الحرام، وقيل: هو الرديء من الجنس كالمهزول والمسن من السائمة والسود من البيض والدقل من الرطب والمتدود من الرطاب {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ} من غير مائكم {إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} أي إلا على إغماض أو بإغماض عن حقكم مسامحة {حَمِيدٌ} محمود في صفاتِهِ وقيل: شكور مثنٍ على عباده بخير وفقهم هو له، فعملوه بإذنه.

{الْفَقْرَ} خلو اليد عن المال، فالشيطان يخوِّف المتصدِّق به ويأمره بمنع الزكاة، عن مقاتل: كل فحشاء في القرآن فهو بمعنى الزنى إلا هذه.

{يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} اتصالها بما قبلها من حيث إن من أوتي الحكمة اعتقد وعد الله لا وعد الشيطان (٤).

وفي قوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ} حثٌّ على الصدقة والعزم على الخير وإيجابه والنذر إيجاب خير في الذمة والتزام طاعة لم يكتبها الله، وفي الحديث: "قضى عمر وعثمان في الملقاط بنصف نذر الموضحة" (٥)


(١) (قدره) ليست في الأصل.
(٢) في "ب": (الفساد).
(٣) أخرجه البخاري (١/ ٣٧٧)، وأبو داود (١٥٩٦)، والنسائي (١/ ٣٤٤)، والترمذي (١/ ١٢٥)، وابن ماجه (١٨١٧) وغيرهم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعًا.
(٤) الحكمة كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: هو حكمة القرآن، وهو أن يعرف ناسخه ومنسوخه، ومقدمه ومؤخره، ومحكمه ومتشابهه، وحرامه وحلاله، وأمثاله. [أخرجه البخاري
(٥/ ٧)، والبغوي في تفسيره (١/ ٢٩١)].
وقال ابن وهب وابن زيد: الحكمة: الفقه في الدين، ورجح الطبري أن معناه: الإصابة فعلًا وقولًا، وقال: إن جميع الأقوال التي قالها القائلون داخلة فيما قلنا.
(٥) لم أجد للأثر أصلًا فيما بين يدي من المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>