للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال له الخضر -عليه السلام-: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر" (١).

وذكر الكلبي هذا الحديث عن أبي صالح عن ابن عباس موقوفًا عليه، وذكر أن مجمع البحرين بحر فارس والروم (٢)، وذكر فيه عين الحياة، وذكر أن الخضر -عليه السلام- قال لموسى حين التفت إليه: وعليك السلام يا نبي بني إسرائيل، فقال موسى: ومن أخبرك بأني نبي بني إسرائيل؛ قال له الخضر: أخبر (٣) بذلك الذي أخبرك بي، فعرف موسى عند ذلك أن الخضر كان أعلم منه. وذكر بعد خرق السفينة: جلس موسى -عليه السلام- يقول في نفسه: ما كنت أصنع أن أتبع هذا الرجل يظلم هؤلاء القوم وينقب سفينتهم كنت في بني إسرائيل أقرا عليهم كتاب الله غدوة وعشية يقبلون مني فتركت ذلك وصحبت هذا الذي يظلم هؤلاء، قال: فلما خرقها وأخرج أهل السفينة متاعهم قال الخضر لموسى: حدثتك نفسك بكذا وكذا،

ثم رجعنا إلى تفسير (٤) الآية و {حُقُبًا} ابن عرفة: دهرًا أو زمانًا طويلًا، الأزهري (٥) في قوله: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣)} [النبأ: ٢٣]، جمع حقب وهو ثمانون سنة، صاحب الديوان: الحقبة ولهذه (٦) الحقب وهي السنون (٧).

{سَرَبًا} مسلكًا الذي يواريه ما يخفيه.


(١) البخاري (٤٧٢٦)، ومسلم (٢٣٨٠).
(٢) ذكر ذلك عن قتادة كما عند عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٤٠٥). وذكره الفراء في معانيه (٢/ ١٥٤).
(٣) في "ب": (أخبرني).
(٤) ذكره القرطبي (١١/ ١٦).
(٥) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (٤/ ٧٣)، ونقل عن الليث أن الحقبة زمان من الدهر لا وقت له، وتجمع على أحقاب. واختلفوا في تحديدها زمنيا ما بين ثمانين سنة كما قاله الليث وأبو عبيد والكسائي وما بين سنة كما قاله الفراء.
(٦) في "ب": (واحدة).
(٧) ذكره الفراء في معانيه لكن قال: الحُقُب في لغة قيس: سنة. [معانى القرآن (٢/ ١٥٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>