للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ} [النحل: ٤٥]، إلى أن يأتيهم العذاب نظيره {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ}.

{لِيُدْحِضُوا} ليُزلّوا وليزلقوا، ومكان دحض: أي زلق مزلة.

{لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أي لو لم يحلم عنهم وضيق عليهم الأمر {مَوْئِلًا} منجى، قيل لعلي: هلا احترزت من ظهرك، قال: فإذا أمكنت من ظهرك فلا وألت، وتلك إشارة إلى القريات التي ذكر إهلاكها في القرآن ومن جملتها جنة أحد الرجلين.

{مَوْعِدًا} وقتًا (١) مؤقتًا لآجالهم عند الله تعالى.

عن ابن عباس أنه تمارى هو والحرّ بن قيس فمرَّ بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل (٢) موسى السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله يذكر شأنه؟ قال: نعم سمعت رسول الله (٣) يقول: "بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ قام إليه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلم منك؟ فقال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى: بلى عبدنا خضر. فسأل موسى السبيل إليه فجعل له الحوت آية، وقيل: إذا فقلت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان يتبع أثر الحوت، فقال فتاه (٤): {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} قال له موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (٦٤) فَوَجَدَا} فكان من شأنهما الذي قصَّ الله في كتابه" (٥).

عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفًا البكالي يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل ليس بموسى صاحب الخضر، قال: كذب


(١) (وقتًا) من "ب" "ي".
(٢) في "أ": (يقال).
(٣) في "ب": (رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).
(٤) في الأصل و"أ": (قتادة).
(٥) الطبري (١٥/ ٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>