للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"قوم يتلون كتاب الله"، كما صرّح بذلك شراح الحديث وغيرهم.

وقد اختلف الناس في ذلك.

قال النووي (١) بعد أن صرّح هو والخطابي بأن الحديث وأمثاله يدل على كفر الخوارج، وقد كادت هذه المسألة تكون أشد إشكالًا من سائر المسائل، ولقد رأيت أبا المعالي (٢) وقد رغب إليه الفقيه عبد الحق (٣) في الكلام عليها، فاعتذر بأن الغلط فيها يصعب موقعه؛ لأن إدخال كافر في الملّة وإخراج مسلم منها عظيم في الدين.

وقد اضطرب فيها قول القاضي أبي بكر الباقلاني (٤)، وناهيك به في علم


= ويقال لهم: الشراة، والحرورية، والنواصب المارقة.
وأوّل من خرج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب جماعة ممن كان معه في حرب صفّين، وأشدُّهم خروجًا عليه، ومروقًا من الدين: الأشعث بن قيس الكندي، ومسعر بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي.
انظر: "الملل والنحل" (١/ ١٣١ - ١٣٥).
(١) في "شرحه لصحيح مسلم" (٧/ ١٦٠).
(٢) هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، أبو المعالي، ركن الدين، الملقب بإمام الحرمين: أعلم المتأخّرين من أصحاب الشافعي.
ولد في جوين من نواحي نيسابور (٤١٩ هـ - ١٠٢٨ م)، ورحل إلى بغداد فمكّة، حيث جاور أربع سنين. وذهب إلى المدينة فأفتى ودرّس، جامعًا طرق المذاهب ثم عاد إلى نيسابور.
له مصنّفات كثيرة: منها "العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية - ط"، و"البرهان - ط"، و"الإرشاد - ط" … وتوفي في نيسابور (٤٧٨ هـ - ١٠٨٥ م).
- "الإعلام" (٤/ ١٦٠)، و"طبقات الشافعية" (٥/ ١٦٥ - ٢٢٢)، و"النجوم الزاهرة" (٥/ ١٢١).
(٣) عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الأزدي أبو محمد الإشبيلي.
وصنّف الأحكام الصغرى والوسطى وغيرهما …
انظر: "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب"، لابن فرحون (٢/ ٥٩ - ٦١).
(٤) هو محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر، أبو بكر، قاض، من كبار علماء الكلام، انتهت إليه الرياسة في مذهب الأشاعرة. ولد في البصرة سنة (٣٣٨ هـ - ٩٥٠ م). وسكن بغداد فتوفي فيها سنة (٤٠٣ هـ - ١٠١٣ م).
كان جيّد الاستنباط، سريع الجواب، من كتبه: "إعجاز القرآن - ط"، و"كشف أسرار الباطنية"، و"التمهيد في الرد على الملحدة والمعطلة والخوارج والمعتزلة - ط" وغيرها.
انظر: "الأعلام (٦/ ١٧٦)، و"تاريخ بغداد" (٥/ ٣٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>