للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بك اللهم أستعين على نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار متوسلًا (١) إليك بنبيك المختار.


(١) التوسل إلى الله تعالى هو اتخاذ وسيلة لإجابة الدعاء، والتوسل في دعاء الله أن يقرن الداعي في دعائه ما يكون سببًا في قبول دعائه، ولا بد من دليل عن كون هذا الشيء سببًا للقبول. ولا يعلم ذلك إلا من طريق الشرع. والتوسل ينقسم إلى قسمين: توسل مشروع، وتوسل ممنوع. أما التوسل المشروع فهو ما كان بوسيلة جاءت بها الشريعة وهو أنواع:
١ - التوسل إلى الله تعالى بأسمائه.
٢ - التوسل إلى الله تعالى بصفاته.
٣ - التوسل إلى الله تعالى بأفعاله.
٤ - التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به.
٥ - التوسل إلى الله تعالى بحال الداعي.
٦ - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح الذي ترجى إجابة دعائه.
٧ - التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح.
وأما التوسل الممنوع: وهو ما كان بوسيلة لم تثبت في الشرع وهو نوعان:
١ - توسل المشركين بأصنامهم وأوثانهم وتوسل الجاهلين بأوليائهم.
٢ - توسل يكون بوسيلة سكت عنها الشرع.
• وقال ابن تيمية في "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" ص ١٥٢: "ثم إنهم - أي الصحابة بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلًا عنه. فلو كان التوسل به حيًا وميتًا سواء، والمتوسل به الذي دعا له الرسول كمن لم يدعُ له الرسول، لم يعدلوا عن التوسل به - وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه. وأقربهم إليه وسيلة - إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله. وكذلك لو كان أعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى، لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا - مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله، وبحقوق الله ورسوله، وما يشرع من الدعاء وينفع، وما لم يشرع ولا ينفع، وما يكون أنفع من غيره، وهم في وقت ضرورة ومخمصة =

<<  <  ج: ص:  >  >>