للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عضل الأولياء، أو العضل في النكاح:

معنى العضل:

لغة: هو المنع والحبس، وأصله مأخوذ من قولهم عضلت الدابة: بمعنى احتبس الولد في بطنها. والعرب تقول للشدائد معضلات، وتقول أيضاً: داء عضال. وهو الأمر الشديد قَال أبو عبيد: عضل الرجل أخته وابنته يعضلها عضلاً إذا منعها من التزويج وكذلك عضل الرجل امرأته. (١)

اصطلاحاً: منع الولي المرأة من أن تتزوج برجل كفء إذا طلبت ذلك ورغب كل واحد منهما في صاحبه. (٢)

حكم العضل:

هو نوع من الظلم وقد نهى الله عنه الأولياء، وذلك في قوله: {وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} (٣) فلا تعضلوهن خطاب للأولياء، ومعناه: لا تحبسوهن عن الزوج كما قاله ابن عباس وغيره (٤) ، ومما يؤكد هذا ما رواه البخاري عن معقل بن يسار قَال: «نزلت فيّ هذه الآية. زوجت أختاً لي من رجل فطلقها، فلما انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت: والله لن تعود إليك أبداً فأنزل الله هذه الآية فقال معقل: الآن أفعل يارسول الله، فزوجها إياه» (٥) .


(١) غريب الحديث ٣/٢٨٢ وانظر: النهاية ٣/٢٥٤.
(٢) انظر: المغني لابن قدامة ٩/٣٨٣ وشرح الزركشي ٥/٥٦.
(٣) سورة البقرة آية (٢٣٢) .
(٤) انظر: زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ١/٢٦٩.
(٥) رواه البخاري في التفسير والنكاح انظر: فتح الباري ٨/١٤٣، ٩/١٦٠.

<<  <   >  >>