للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجل" (١)، وإنَّما هو أعوذ بالرحمن منك إن كنت ذا تقوى ونهية، أَيْ (٢): يجب أن تخوَّف بالرحمن إن كنت (٣) تعرفه، وذَكَرَتِ الرحمن دون ذِكْرِ الله استعاذةً برحمة تحفظها منه، ولم تجد كلمة أحظى منها عندها، ولقد استعاذت بمُعَاذٍ، وبه يستعاذ من كل شر، ومن شَرِّ الشيطان وشِرْكه، وهَمْزِه ونفثه ونفخه، ولو كان الذي تعوَّذت منه لا يعرف الرحمن فإنها تعرفه، والمُعَوَّلُ (٤) على معرفة المستعيذ لا على معرفة المُسْتَعَاذ منه، بلا مرية ولا خلاف، وهذا من نَفِيسِ العلم.

الخامس عشر والمائة: قوله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ (٥)

أي (٦): نجعل الجنة لهم ميراثًا، بقوله: ﴿نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ٦٣]، وهو السادس عشر والمائة.

وهذه الآية تكشف لك منازل التقوى، ومراتب البلوى، وفائدة الطاعات، فقد تقدَّم في "مقام القيامة" (٧) أنَّ الناس في جواز الصراط على طبقات؛ ناج مُسَلَّم، ومخدوش مرسل، ومار كالبرق، ومار على رجليه، ومار تلفحه النار مرَّة وتُخْلِيه أخرى.


(١) الهداية: (٧/ ٤٥١٠)، وهو قول وهبه بن منبه.
(٢) سقطت من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): وأنت ممَّن، ومرَّضها في (د)، والمثبت صحَّحه بطرته.
(٤) في (د): القول.
(٥) [مريم: ٧٢].
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): و.
(٧) في السفر الأوَّل، المقام الثالث.