ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأى برأيه فعليك بخاصة نفسك، دع العوام فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيها مثل أجر الخمسين رجلا يعملون عملكم ".
وأخيرا نصغي إلى أبى بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرر ما سبق في شرح هذا النداء وهو أنه لا هداية تتم للعبد ما لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، اللهم إلا أن يوجد في بلد أو دار لا يرى فيها معروفا متروكا ولا منكرا مرتكبا، لقد قام أبو بكر الصديق رضى الله عنه خطيبا يوما فقال " يا أيها الناس تقرأون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإنكم تتأولونها على غير تأويلها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب " فلذكر هذا فإنه هاد وكاف بإذن الله.
أما قوله تعالى في ختام النداء:{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} إنه يحمل الوعد والوعيد، وعد لمن أطاع الله ورسوله فطهر نفسه وزكاها بالطاعة، ووعيد لمن عصى الله ورسوله فخبث نفسه ودساها، وحكم الله في ذلك واضح وهو قوله تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} .
اللهم زك أنفسنا أنت خير من زكاها وأنت وليها ومولاها.