للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صرّفوا منه فعلا، فقالوا: بخبخ يبخبخ، إذا لفظ به، كما قالوا: هلّل يهلّل، إذا قال: لا إله إلا الله، وسبّح يسبّح، إذا قال: سبحان الله، وحولق (١) [يحولق] إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

ومثله فى حذف أحد مثليه، قولهم فى التضجّر: أفّ، خفّفها بعض العرب، وأسكنوا فاءها، قال أبو الفتح عثمان (٢): فيها ثمانى لغات: أفّ وأفّ وأفّ وأفا وأفّ وأفّ وأف، خفيفة، وأفّى ممال، مثل حبلى، ولا يقال: أفّى بالياء، كما تقول العامّة.

وأقول: إن الذى تقوله العامّة جائز فى بعض اللغات، وذلك فى لغة من يقول فى الوقف: أفعى وأعمى وحبلى، يقلبون الألف ياء خالصة، فإذا وصلوا عادوا إلى الألف، ومنهم من يحمل الوصل على الوقف، وهم قليل.

وأفّ: اسم من أسماء الفعل، مسمّاه: أتضجّر، جاء اسما للفعل فى الخبر (٣)، كما جاء هيهات اسما لبعد، وشتّان اسما لافترق، فى قولهم: شتّان زيد وعمرو.

ومن قال: أفّ، فكسر، /حرّكه بأصل حركة التقاء الساكنين.

ومن قال: أفّ، ففتح، اختار الفتحة لثقل التضعيف، كما قالوا: ربّ وثمّ.

ومن قال: أفّ، أتبع الضّمّ الضّمّ على لغة من قال: شدّ ومدّ.

ومن نوّنه أراد به التنكير، لأنّ تنوين هذا الضّرب علم للتنكير، كقولهم فى


= والشطر بروايتنا فى الكتاب ٣/ ٤٥٢، والمقتضب ١/ ٢٣٤، والموضع المذكور من شرح المفصل، وشرح الملوكى.
(١) ساقط من هـ‍. ويقال أيضا: «حوقل يحوقل». النهاية ١/ ٤٦٤، واللسان (حلق).
(٢) شرح الملوكى ص ٤٣٧، وانظر الغربيين ١/ ٥٦، وزاد المسير ٥/ ٢٣.
(٣) هو فى حديث ابن عباس: «فجاء ينفض ثوبه ويقول «أفّ». مسند أحمد ١/ ٣٣١، والنهاية ١/ ٥٥.