للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أراد يحسبه الجاهل به.

وحذفها بغير عوض، يكون لالتقاء الساكنين، /كقولك: اضرب الغلام، حذفتها لسكونها وسكون اللام، وبقيت الفتحة قبلها دالّة عليها، ولم تحرّكها لالتقاء الساكنين، كما تحرّك التنوين فى اللغة العليا فى نحو: «أحدن الله الصّمد» (١) و (٢) «فتيلن انظر» جعلوا (٣) لزيادة الاسم مزيّة على زيادة الفعل، فحذفوا زيادة الفرع، وحرّكوا زيادة الأصل، ومثل قولك: اضرب الغلام، فى حذف النون، لدلالة الفتحة عليها، قول الشاعر (٤):

ولا تهين الفقير علّك أن ... تركع يوما والدّهر قد رفعه

أراد: تهينن، فحذف النون، وبقيت ياء «تهين» لثبات الفتحة بعدها.


= والنوادر ص ١٦٤، ومجالس ثعلب ص ٥٥٢، وسر صناعة الإعراب ص ٦٧٩، والتبصرة ص ٤٣١، والجمل المنسوب إلى الخليل ص ٢٣٨، والإنصاف ص ٦٥٣، والمقرب ٢/ ٧٤، وشرح المفصل ٩/ ٤٢، والخزانة ١١/ ٤٠٩، وفى حواشيها فضل تخريج.
(١) أول سورة الإخلاص.
(٢) فى الأصل: «قبيلن»، وفى هـ‍: «قبلن» وكل ذلك خطأ. والمراد قوله تعالى: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً. اُنْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ سورة النساء ٤٩،٥٠.
(٣) فى هـ‍: «جعلوا الزيادة الاسم على زيادة الفعل». وأراد مصحح الطبعة الهندية إصلاحها فأتلفها وجعلها: «حملوا زيادة الاسم على. . .».
(٤) هو الأضبط بن قريع السّعدى، كما فى البيان والتبيين ٣/ ٣٤١، وحماسة ابن الشجرى ص ٤٧٣، والتخريج فيهما مستوفى. وانظر أيضا: التبصرة ص ٤٣٤، والإنصاف ص ٢٢١، والمقرب ٢/ ١٨، والمغنى ص ١٥٥،٦٤٢، وشرح أبياته ٣/ ٣٧٩، وشرح المفصل ٩/ ٤٣، وشرح شواهد الشافية ص ١٦٠. وهذا الشاهد من المنسرح، وأول أجزائه «مستفعلن» وقوله: «ولا تهى» وزنه: متفعلن» حذفت السين بالخبن، وهو جائز فى كلّ «مستفعلن». لكنه روى فى بعض المراجع «لا تهين» بطرح الواو، فيكون وزن التفعيلة الأولى: «تفعلن» فتكون الميم قد حذفت بالخرم، ومثله شاذ، لأن الخرم لا يقع فى غير الوتد المجموع. نبّه عليه البغدادى-رحمه الله-فى شرح أبيات المغنى. هذا وقد روى صدر البيت: «لا تحقرنّ الفقير» و: «ولا تعاد الفقير» وعليهما لا شاهد فيه.