للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري أن رسول الله " قال: "إن الله يصنع كل صانع وصنعته".١

وإن أريد باللفظ: الملفوظ به فهو كلام الله منزل غير مخلوق؛ لأن كلام الله من صفاتِه، وصفاتُه _عز وجل_ غيرُ مخلوقة.

وبعبارة أخرى يمكن أن يقال: إن هناك فرقاً بين التلاوة والمتلو، والقراءة والمقروء؛ فالتلاوة والقراءة فعل العبد، وذلك مخلوق.

أما المتلُوُّ المقروء فهو كلام الله وقوله _ عز وجل_ وهو غير مخلوق.

وعلى هذا فمن قال: "لفظي القرآن غير مخلوق" فإنه يحتاج إلى تفصيل؛ فإن أراد المقروء المتلو فذلك حق؛ لأن القرآن غير كلام الله منزل غير مخلوق، وإن أراد القراءةَ المتلوةَ فهذا باطل؛ لأنها مخلوقة _ كما مر _.

وبعبارة أيسر: يقال: الصوت _وهو فعل العبد_ صوت القاري، والكلام _ وهو الملفوظ _ كلام الباري.

هذا هو ملخص القول في هذه المسألة ٢.


١_ خلق أفعال العباد للبخاري ص ٢٥.
٢_ انظر السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ١/١٦٣_ ١٦٦، وصريح السنة لابن جرير الطبري ص٢٥_٢٦، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ١/٣٤٩_٣٦٢، وعقيدة السلف للصابوني ص٩_١٣، والشريعة للآجري ص٨٩_٩٦، ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١_٢٥٧_٢٧٨، ومجموع الفتاوى لابن تيمية ١٢/٣٥٩_٣٦٣، والفتوى الحموية الكبرى ص٥٤٩_٤٥٠.

<<  <   >  >>