للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقدرُ هو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق١.

قال الجرجاني رحمه الله: "والفرق بين القدر والقضاء هو أن القضاء وجود جميع الموجودات في اللوح المحفوظ مجتمعة، والقدر وجودها متفرقة في الأعيان بعد حصول شرائطها"٢.

وقال مثل ذلك عند تعريفه للقضاء والقدر _ كما مر _.

٣_ أنه لا فرق بين القضاء والقدر؛ فكل واحد منهما بمعنى الآخر؛ فإذا أطلق التعريف على أحدهما شمل الآخر؛ ويعبر عن كل واحد منهما كما يعبر عن الآخر؛ فهما مترادفان من هذا الاعتبار، فيقال: هذا قدر الله، ويقال: هذا قضاء الله، ويقال: هذا قضاء الله وقدره٣.

ولعل الأقرب _ والله أعلم _ أنهما إذا اجتمعا افترقا؛ بحيث يصبح لكل واحد منهما مدلول بحسب ما سبق في الأقوال السابقة.

وإذا افترقا اجتمعا؛ بحيث إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر٤.

وبالجملة فالأمر يسير، والخلاف فيها لا يترتب عليه شيء.


١_ انظر القضاء والقدر د. عمر الأشقر ص٢٧.
٢_ التعريفات ص١٧٤.
٣_ انظر القضاء والقدر د. عبد الرحمن المحمود ص٤١.
٤_ انظر الدرر السنية، جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ١/٥١٢_٥١٣.

<<  <   >  >>