للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨ - قال الطبري: "كتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن عطية (١) عن يزيد الفقعسي (٢) قال: كان عبد الله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء أمه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: لعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمد يرجع، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (٣) فمحمد أحق بالرجوع من عيسى، فقبل ذلك عنه، ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها. ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، وكان علي وصي محمد، ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء، ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناول أمر الأمة، ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهضوا


(١) عطية بن الحارث الهمداني، تقدمت ترجمته.
(٢) يزيد الفقعسي، نسبة إلى فقعس بن طريف بن عمرو بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وممن ينسب بهذه النسبة حسين بن عرفطة بن نضلة بن الأشتر؛ له صحبة (ابن منظور، اللسان ٦/ ١٦٥ وحاشية الأنساب للسمعاني ١٠/ ٢٣٦).
(٣) سورة القصص، الآية (٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>