للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا ما بقي درجات له؟ " فاشتريته بعشرين ألفاً وزدته في المسجد، قالوا: اللهم نعم، وقال الخوارج: صدقوا، ولكنك غيرت. ثم قال: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من يجهز جيش العسرة وله الجنة" فجهزتهم حتى ما فقدوا عقالاً ولا خطاماً، قالوا: نعم.

فقال الخوارج: صدقوا ولكنك غيرت. قال: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من يشتري رومة وله الجنة" فاشتريتها، فقال: "اجعلها للمساكين ولك أجرها والجنة" قالوا: اللهم نعم. قال الخوارج: صدقوا ولكنك غيرت، وعدد أشياء وقال: الله أكبر، ويلكم خصمتم؛ والله كيف يكون من يكون هذا له مغيراً؟ يا أيها النفر من أهل الشورى، اعلموا أنهم سيقولون لكم غداً كما قالوا لي اليوم، فلما خرجوا بعد على عليّ جعل ينشد الناس عن مثل ذلك، ويشهد له به فيقولون: صدقوا ولكنك غيرت، فقال: ما اليوم قتلت، ولكن قتلت يوم قتل ابن بيضاء" (١).

ثم قال ابن عساكر عقبه: "هذا حديث غريب". ويلاحظ أن الخبر قد روي من وجوه كثيرة تقدمت وليس فيها قولة الخوارج "صدقوا ولكنك غيرت" (٢).


(١) تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ٣٣٦).
(٢) انظر الروايات رقم: [٤٢، ٦٦، ٧٦، ١٠٤، ١٣٠، ١٦٤، ١٦٥]

<<  <  ج: ص:  >  >>