للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في السيل ولذيل فقال علي بن محمد السخاوي عرض له قاضي الإسكندرية على السلطان الملك الناصر صلاح الدين هذه القصيدة بظاهر عكة بالعسكر المنصور سنة ست وثمانين وخمسمائة وأثني على فضله وفهمه وأدبه وهي

بين الفؤادين من صب ومحبوب ... يظل ذو الشوق في سد١ وتقريب

صبر المتيم في قرب الديار به ... أولى من الصبر في نأي وتغريب

وهي طويلة أورد منها العماد قطعة في مدح السلطان ثم قال الذهبي في تاريخ الإسلام: وقد مدح الأديب رشيد الدين الفارقي بقصيدته التي أولها

فاق الرشيد فأمت نحوه الأم ... وصد عن جعفر وردا له أمم

وبين وفاتي المذكورين أكثر من مائة سنة قلت صدق لأن الناصر صلاح الدين يوسف توفي في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة وتوفي الرشيد الفارقي سنة تسع وثمانين وهذا ما نعلم مثله وقع، قال أبو شامة وفي ثاني عشر جمادى الآخرة يعني سنة ثلاث وأربعين وستمائة توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه وشيخ أوانه بمنزله بالتربة الصالحية ودفن يقاسيون وكانت على جنازته هيبة وجلالة وإخبات ومنه استفدت علوما جمة كالقراءات والتفسير وفنون العربية وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستمائة وهو عني راض، قلت ومن نظمه لما حضرته الوفاة ما أنشدناه شيخنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن سليمان الحنفي قال: دخلت أنا وأبي على الشيخ أبي بكر المقصاتي المقرئ نعوده فأنشدنا للسخاوي

قالوا غدا يرحل ركب الحمى ... وينزل الركب بمغناهم

وكل من كان مطيعا لهم ... أصبح مسرورا بلقياهم

قلت فلي ذنب فما حيلتي ... بأي وجه أتلقاهم

قالوا أليس العفو من شأنهم ... لا سيما عمن ترجاهم

٢٣١٩- "غا ك" علي بن محمد بن عبد الله بن العباس٢ أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن أبولة أمام فقيه ثقة مقرئ زاهد، قرأ على "غا" أبي الطيب محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي صاحب التمار والزبيري وعلى "ك" يوسف بن


١ في سد: لعل الصواب "في بعد".
٢ عبد الله العباس ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>