ولقد صدق الشاعر العثيمين في وصفهم فإنهم قد سلكوا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وصدعوا بأمر الله غير مبالين، ولا طامعين في الدنيا بديلا عن الآخرة.
وذلك الذي ذكرته عن العلماء ونشرهم العقيدة السلفية هو من آثار قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدعوة إلى عقيدة السلف الصالح. وقد كانوا في عهد الملك عبد العزيز وعهد أبنائه من بعده.
وما ذكرناه من ذلك أمثلة يسيرة، ثم لا يعزب عن البال أَن الحاضرة من الناس تبع لهؤلاء العلماء ويصدرون عنهم في عقيدتهم وعبادة ربهم لاسيما تحت حزم الحكومة على ذلك.
أما ما يختص بالبادية الذين شملهم الله تعالى بنعمة الأمن والاستقرار تحت ولاية الملك عبد العزيز وقيادته وحزمه الموفق، فقد شمل إكرامه جميع عشائر البدو الرحل، وسعى في تحضيرهم ولم شملهم وتشجيعهم على الاستقرار يعاونهم على بناء المدن والقرى وهي ما يسمى بالهجر وسكناها لأن حياة البداوة والغزو والسلب والتفرق وسفك الدماء لا تقوم معها حياة دينية ولا دنيوية صحيحة مستقرة فأخذ يسكنهم هذه الهجر ويشجعهم على التعلم وتلقي علوم دينهم وأصول عقيدة السلف الصالح ومختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ذلك على أيدي المشايخ وأئمة المساجد وطلبة العلم وصار يبعث إليهم من يعلمهم ويرشدهم ويبث فيهم عقيدة السلف الصالح بكل عناية وحزم. وذلك ابتداء من سنة