للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذاً: فالشرك خطير، ينافي التوحيد ويوجب دخول النار والخلود فيها وحرمان الجنة إذا كان أكبر ولا تتحقق وتكمل السعادة إلا بالسلامة منه وكان حقا على العبد أن يخاف منه أعظم خوف وأن يسعى في الفرار منه ومن طرقه ووسائله وأسبابه ويسأل الله العفو والعافية منه كما فعل ذلك الأنبياء والأصفياء وخيار الخلق١.

ولأن عباد القبور، الذين يفعلون الشرك يقولون: إِنه لا يقع الشرك في هذه الأمة المحمدية وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولو ظهر منهم دعاء الأموات والذبح لهم والطواف حول قبورهم والنذر لهم والاعتقاد فيهم فهذا ليس شركاً، والشرك لا يقع فقد أراد الشيخ الرد عليهم بالباب الذي عقده في كتاب التوحيد وترجمته باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان وأورد تحته ما يناسب من أدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بين فيها ما يدل على تنوع الشرك في هذه الأمة ورجوع كثير منها إلى عبادة الأوثان، وإن كانت طائفة منها لا تزال على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى٢.


١ انظر: القرل السديد في مقاصد التوحيد لابن سعدي ص ٣٠، ٣١.
٢ انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>